
{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، هنا يقدم الله -سبحانه وتعالى- طريقاً للنجاة من عذابه، هي الاستغفار، يعني: طلب المغفرة، طلب المغفرة عنوان واسع، لا يقتصر فقط على قولنا (نستغفر الله)، أو (أستغفر الله)، بل أن نسعى لكل ما وعد الله بالمغفرة عليه.
لاحظوا مثلاً: في الآية المباركة التي سبقت، وهي قوله -جلَّ شأنه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}، لاحظوا، هنا قدم المغفرة ضمن المكافآت والعطاءات التي يمنُّ الله بها بناءً على تقواه -سبحانه وتعالى-.
لاحظوا، في الحديث مثلاً عن الإيمان والجهاد في سورة الصف، عندما قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ}[الصف: من الآية12]، لاحظوا أيضاً في ما تحدث به القرآن الكريم عن الصدقات، وذكر في إخفاءها وإتاءها الفقراء سبباً للمغفرة وتكفير السيئات، وهكذا يأتي في القرآن الكريم الإرشاد إلى الأعمال التي ينال بها الإنسان مغفرةً من الله -سبحانه وتعالى-، ومع ذلك كله لا بدَّ من التوبة، لا بدَّ من الرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- الرجوع العملي، رجوعاً عملياً، يعني: تعود للالتزام بتوجيهات الله، بطاعة الله، بتقبل توجيهات الله -سبحانه وتعالى-، والسير وفق هديه ومنهجه، وتستغفره، تطلب أيضاً منه
اقراء المزيد